إجتماعية

في تعز الطفل محمد يفقد ذراعه الأيمن

المستقلة خاص ليمنات

يقول المثل المصري: “يعملها الصغار ليقع فيها الكبار” المثل هذا كان سائداً أيام زمان، لكن هذه الأيام اعتكست الأمور وأصبح المثل “يعملها الكبار ليقع فيها الصغار” هذا ما حدث للطفل محمد خالد سلطان – 9 سنوات –   في منطقة الحرير يوم وقفة عيد الأضحى المبارك..

حيث عاد الطفل محمد من السوق يتراقص فرحاً كونه الوحيد أشترى ملابس في الاسرة بقية إخوانه الستة ملابسهم الجديدة هي نفس ملابس عيد الفطر بسبب حالة الأب المادية الصعبة.

الساعة الثالثة عصراً من يوم عرفه كان محمد ينتظر عيد الأضحى في اليوم التالي بفارغ الصبر.. وفي نشوة الفرح الطفولي اتجه محمد إلى دكان القرية ليشتري له عصيراً  فسقط عليه سلك كهربائي – ضغط عالٍ – فالتصق برأسه ويده وظهره ورجله وظل السلك الكهربائي يخبط بالطفل محمد ويحركه شمالاً وجنوباً كالعصفور والكل في حيرة لا يعرف كيف يتصرف لإنقاذه.. أحدهم سائق موتور لم يصبر حاول أن يخلص الطفل محمد من قبضة السلك وما أن لامس محمد حتى صعق هو الآخر فأسعف مغمياً عليه.. ظل الأمر كذلك وأخيراً أهتدى بشير صاحب الدكان إلى خطة وهي أن قام برمي صخرة على السلك وبالفعل خلص محمد من قبضة السلك.. وعلى الفور أسعف الطفل محمد إلى مستشفى اليمن الدولي يقول جد الطفل : “رفض المستشفى أن يستقبل الطفل لأن أباه فقير.. حاولنا أن نرهن لديهم سيارة لكنهم رفضوا استقباله فأسعفناه إلى مستشفى الثورة.. وقد وصلت خسارتنا إلى الآن أكثر من ستمائة ألف ريال وكلها تعاون من الناس لأن والده بدون عمل..”

الطفل محمد في الصف الثالث بمدرسة الصالح زرناه بالمستشفى فسألناه عن شعوره بعد أن فقد يده فتكلم بحزن وهو يبكي: “لا أريد المدرسة.. لا أريد أن أدرس.. لأنني فقدت يدي اليمنى فكيف سأكتب؟ وكيف سأحمل الحقيبة؟..

كان يتكلم بكل حزن وكأنه غير مصدق ما حدث له.. سألناه عن العيد فقال اكتسوت ولم ألبس الثياب.. عيدت هنا وأمس قطعوا يدي وهي الآن  تؤلمني.. كما لاحظنا عليه نسياناً بسبب صعقه بالتيار الكهربائي الذي أثر على دماغه فرثينا لحاله وأسرته.

زر الذهاب إلى الأعلى